الشخصية الكمالية من الرائع جداً أن تكون شخصاً مثالياً، ناجحاً ومتميزاً دوماً سواء كان في عملك أو في حياتك الإجتماعية أو حتى في ذاتك و أعمالك الروتينية .
من الرائع أيضاً أن تحاط بأشخاص مثاليين سواء كانوا أصدقاء أو أبناء أو عمال .
لكن من غير الرائع مطلقاً أن يتحول سعيك للمثالية والكمال إلى هاجس مزعج يؤرق حياتك ويعوق تقدمك ويحول بينك وبين الشعور بسعادة النجاح في تحقيق الأشياء البسيطة (أو الغير مثالية ).
لاسيما أن الإنسان مخلوق ذو طاقة محدودة ونسبية بالإضافة إلى تأثير الظروف والبيئة المحيطة في بناء الأشخاص.
قائمة المحتويات
صنف علماء النفس هوس الكمال على أنه أحد الأمراض التي لا تقل أهميتها وخطورتها عن الوسواس القهري والنرجسية وانعدام الثقة في النفس.
(هوس الكمال أو المثالية :ماهو، أعراضه، أسبابه، كيفية تجنبه والابتعاد عنه )
هذا ما سنبينه في مقالنا:
هوس الكمال(الشخصية المثالية أو الكمالية):
في علم النفس هي سمة شخصية تتسم بهوس الفرد الوصول إلى أقصى درجات الكمال والتميّز في أي عمل يقوم به. ووضع معايير شبه مستحيلة لبلوغ الهدف. بالإضافة إلى نقده الدائم لذاته وخوفه من تقييمات الآخرين وآرائهم. يشعر أصحاب الشخصية الكمالية بالسعادة المطلقة عند تحقيق أهدافهم. ولكن قد يصابون بالاكتئاب والإحباط في حال لم يصلوا لهدفهم إلى الكمالية والتميز (وهم الفئة الأكثر ).الشخصية المثالية أو الكمالية هل تتحول الشخصية الكمالية لمرض نفسي
صفات الشخصية الكمالية :
📌-الهوس بالقواعد والقوانين والتقيد بالمعايير العالية التي قد تسبب بالغاء وتأجيل أي مشروع لعدم القدرة على تلبيتها.
📌- عدم الثقة في النفس وتدني تقدير الذات حيث يرى الشخص المثالي
أي انجاز غير مثالياً ومتكاملاً انجازاً فاشلاً لذلك هو دوماً غير راضٍ عن نفسه وعن أي إنجاز يحققه .
📌-التأجيل والتسويف يأتي ذلك من رهبة البدء بالعمل المقيد بأعلى معايير النجاح والخوف المستمر من الفشل .
📌-التردد وصعوبة اتخاذ القرارات وذلك بسبب الخوف المرضي من الوقوع في اي خطأ.
📌-الاهتمام بالتفاصيل سعياً بالوصول للكمال .
📌-التوتر الدائم وتهيج المشاعر السلبية وعدم القدرة على الاسترخاء .
📌-الحذر المفرط والإعادة المتكررة لنفس العمل مراراً وتكراراً و لأوقات طويلة. قد تعيق تسليم العمل في وقته المحدد بسبب السعي إلى كمال لن يبلغه .
📌-الاهتمام المفرط بآراء الآخرين. ويتوجب عليهم أن يمدحوه ويثنو على أعماله دوماً حيث أنه سيشعر بقلق ورهبة وشعور باليأس اذا لم يحصل على المديح الذي يرغبه.
أسباب الكمالية :
كيف تتحول الشخصية الكمالية لمرض
1)-انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات تعديل الشكل والجسم والفوتوشوب. حيث من شأن تلك التطبيقات أن تنشر صوراً مثالية عن الآخرين وغير واقعية في الأغلب. فالجميع يحب أن يظهر بشكل مثالي. فعلى سبيل المثال لن تضع إحداهن لقطة لمنزلها وهو متسخ ومبعثر. ولكن بالتأكيد ستضع لقطة وهو نظيف ومرتب. وهكذا فإن الجميع يحب أن ينشر صور مثالية عن شكلهم ووظائفهم و علاقاتهم بأبنائهم وأزواجهم وأصدقائهم.
وبالتأكيد الجميع يعرف أن الواقع ليس بهذه المثالية. لكن تعرضك اليومي لكل تلك الصور المثالية يمكن أن يؤثر بالسلب على رؤيتك لنفسك وشعورك بالنقص مقارنة بوهم الكمال المنتشر .
2)-الأسرة والوالدان هما المؤسس الأول للأبناء، فإذا كان الوالدان يسعيان إلى الكمال فسوف ينقلان ذلك حتماً لأبنائهما.
3)-النقد المستمر من قبل الأهل، وعدم رضاهم عن أداء أطفالهم.
4)-المقارنة المستمرة ووضع معايير مرتفعة بشكل لا يناسب الواقع و سعي الفرد إلى الكمال من أجل تقدير الذات والتفوق على الآخرين وهذا يأتي من ضعف الشخصية وعدم الثقة في النفس .
علاج الشخصية الكمالية :
📌-بداية يتوجب علينا معرفة الأسباب الكامنة وراء هوس الكمال سواء كانت
(الرغبة في المجد أو انعدام الثقة في النفس أو……) والتخلص منهاومعالجتها .
📌-تغذية النفس بالعباراتت الواقعية ومنها. (لاأحد كاملاً ، فعلت كل مابوسعي ، من الطبيعي أن لايحبني الجميع فكل شخص له أعداء ، ارتكاب الأخطاء هو الجزء الأول من التعلم…..).وبالتالي الابتعاد عن العبارات السلبية كأن يقول (أنا فاشل دوماً،لا أستطيع النجاح ،…..)
📌-على الأنسان تقييم نجاحه وإنجازه بنفسه من خلال ماقدمه من جهد و وقت وماوصل إليهه وليس من خلال آراء الآخرين .
📌-الابتعاد عن التفكير التعصبي الذي يعتمد على قطبين فقط اماناجح أو فاشل. فليس من الضروري أن يكون كل شيئ ممتاز الجيد جداً عمل جيد ورائع أيضا ً.
📌-توقع الاحتمال الأسوء وتقبل أن الفشل لمرة واحدة. أو لأمر ما ليس خطأً كارثياً، على الإنسان أن يكون مرناً في تقبل الأخطاء بالإضافة إلى تجهيز الحلول لمواجهة الأخطاء الممكنة .وإنقاذ الموقف .
📌-تحديد وقت محدد للعمل فبذلك لن يتوفر له الكثير من الوقت للتعديل والتغيير سعياً للكمال .
📌-عدم مقارنة النفس بالآخرين فلكل شخص ظروف ومحيط مختلف عن الآخر.